لوحة" صيد الأفاعي " تتنبأ بمصير مؤامرة التهجير وتبعث رسالة طمأنينة للشعب الفلسطيني

لوحة" صيد الأفاعي " تتنبأ بمصير مؤامرة التهجير وتبعث رسالة طمأنينة للشعب الفلسطيني
لوحة صيد الأفاعي

كتبت/سها البغدادي 

يُعد فن الكاريكاتير والإعلام من أقوى أدوات التعبير عن قضايا المجتمع، حيث يسهمان في تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بطريقة مؤثرة وسهلة الفهم. وفى هذا الصدد أقدم مع الفنان أشرف كمال المخرج بالمركز القومي، معظم المقالات واللوحات الفنية التى تعبر عن حدث أو قضية معينة باستخدام الكادر الواحد لتكون اللوحة بمثابة ملحمة وطنية .

واليوم نقدم معا لوحة "صيد الأفاعي" والتى تتناول محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ويوضح الفنان من خلال اللوحة ، كيف يرى المصريين جيشهم ورئيسهم إذا فرضت عليهم الحرب مع إلتزام مصر الكامل بدعم الشعب الفلسطيني كما هو واضح باللوحة من حماية الفلسطنيين وتدخيل المساعدات مع الحفاظ على بقاءهم داخل أرضهم .

حقيقة مؤامرة التهجير 

تسعى إسرائيل منذ سنوات إلى تنفيذ مشروع لربط ميناء إيلات على البحر الأحمر بميناء أشدود على البحر المتوسط عبر خط سكة حديد، بهدف إنشاء جسر بري لنقل البضائع والمسافرين بين آسيا وأوروبا. يُعتبر هذا المشروع محاولة لتقليل الاعتماد على قناة السويس المصرية كمعبر رئيسي للتجارة العالمية. في عام 2023، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة بتكلفة 100 مليار شيكل (حوالي 27 مليار دولار) لربط مدينة كريات شمونة شمالًا بمدينة إيلات جنوبًا عبر خط قطار سريع، مع إمكانية ربط إسرائيل بالسعودية وشبه الجزيرة العربية مستقبلًا.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير حديثة تشير إلى محاولات لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول عربية مجاورة، مثل الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى منطقة سياحية. يُعزى هذا المشروع إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد أثار حالة من الاحتفاء في إسرائيل، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع.

هذه المخططات الإسرائيلية تستهدف حركة الملاحة في قناة السويس، التي تُعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات القومية المصرية.

مصر ترفض التهجير من بداية المؤامرة

منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. فيما يلي أبرز تصريحاته في هذا الشأن:

29 يناير 2025: أكد السيسي أن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، مشددًا على ثوابت الموقف المصري في دعم القضية الفلسطينية.

11 فبراير 2025: خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، دعا السيسي إلى "إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه الفلسطينيين"، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في العيش على أرضهم.

12 فبراير 2025: أفادت تقارير بأن السيسي رفض دعوة لزيارة واشنطن إذا كان جدول الأعمال يتضمن مناقشة تهجير سكان غزة، مشددًا على أن أي محادثات يجب أن تركز على إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.

هذه التصريحات تعكس التزام مصر الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتهجيرهم من أراضيهم.

بشكل عام، تؤكد مصر على سيادتها الكاملة على سيناء وترفض أي خطط قد تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة أو تهديد أمنها القومي.

القدرات العسكرية المصرية

من الناحية العسكرية، تمتلك مصر واحدًا من أقوى الجيوش في المنطقة، حيث تحتل مرتبة متقدمة عالميًا من حيث عدد القوات، المعدات، والتسليح. الجيش المصري لديه قوات برية، جوية، وبحرية حديثة، كما يتمتع بخبرة عملياتية قوية نتيجة انخراطه في معارك سابقة وأهمها حرب اكتوبر المجيدة وحربه ضد الإرهاب في سيناء.ولكن مصر تعتمد على الحلول الدبلوماسية والتوازنات الدولية لحماية مصالحها بدلًا من اللجوء للحرب كخيار أول.

ولكن اذا فرض على مصر القتال ، فالشعب المصري أبدى أنه كله جيش وقت الحرب وأنه على استعداد أن يجوع ولا يفرط فى ذرة من تراب سيناء وأنه سيظل دائما خلف جيشه واثقا فى قياداته .

الاحتلال الإسرائيلي والحرب النفسية

بالنسبة لدولة الإحتلال الإسرائيلي فهى تعتمد بشكل كبير على الحرب النفسية كوسيلة للتأثير على الروح المعنوية للخصوم، بما في ذلك مصر. من بين أبرز الوسائل التي تستخدمها لتحقيق ذلك:

1. إثارة المخاوف الأمنية

تسريب معلومات أو تقارير عن قدرات إسرائيل العسكرية المتفوقة، مثل القبة الحديدية والأسلحة الذكية، لإشعار المصريين بأن أي مواجهة ستكون غير متكافئة.

الترويج لفكرة أن مصر لا تستطيع الدخول في حرب دون خسائر فادحة، مما يخلق حالة من التردد والقلق داخل الرأي العام المصري.

2. الحرب الاقتصادية والنفسية

تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر، وربطها بعدم القدرة على تمويل أي صراع عسكري مستقبلي.

نشر شائعات حول ضعف البنية التحتية المصرية أو تأثرها بأي حرب محتملة، مما يضرب الروح المعنوية للمواطنين.

3. محاولات ضرب الثقة بين الشعب والجيش

استهداف العلاقة بين الشعب المصري وقواته المسلحة عبر نشر أخبار كاذبة أو مبالغات حول قوة الجيش الإسرائيلي مقابل الجيش المصري.

ترويج مزاعم عن وجود انقسامات أو خلافات داخل المؤسسة العسكرية المصرية، بهدف إضعاف الثقة الشعبية في قدرة الجيش على المواجهة.

4. استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

نشر مقاطع فيديو وتقارير إعلامية تظهر القوة العسكرية الإسرائيلية وكأنها غير قابلة للهزيمة.

توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لبث الشائعات عن خلافات داخلية أو تحركات عسكرية غير موجودة أصلاً لخلق البلبلة.

الشعب المصرى فى مواجهة التحديات

يواجه الشعب المصري هذه الحرب النفسية الرخيصة بتمسكه بوحدته الوطنية و بنشر فيديوهات تعبر عن إيمانه بقدرات المؤسسة العسكرية ومنشورات داعمة للرئيس السيسي والقيادة السياسية ،كما أن الشعب المصري يؤيد الرئيس فى كافة قراراته ويمنحه التفويض فى اتخاذ كافة القرارات السياسية .

الشعب المصري كان واضحًا في رفضه التام لمخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، سواء من خلال التصريحات الرسمية أو المواقف الشعبية. هذا الموقف ظهر بعدة طرق:

1. موقف القيادة السياسية

الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن أكثر من مرة أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، واعتبر ذلك "خطرًا على الأمن القومي المصري"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل داخل الأراضي الفلسطينية.

الحكومة المصرية أكدت في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، رفضها لأي تغيير ديموغرافي في غزة.

2. الموقف الشعبي والإعلامي

المصريون عبروا عن رفضهم لمخطط التهجير عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت هاشتاغات مثل "#لا_لتهجير_الفلسطينيين" و"#سيناء_خط_أحمر"

الإعلام المصري شن حملات توعية حول المخاطر الاستراتيجية لمثل هذا المخطط، موضحًا أنه لا يخدم القضية الفلسطينية بل يهدف إلى تصفيتها.

شخصيات سياسية وإعلامية مصرية أكدت أن القبول بتهجير الفلسطينيين يعني إعطاء إسرائيل فرصة للتوسع والهيمنة.

3. الرفض الشعبي على الأرض

حالة وعي ورفض شعبي عام لأي محاولة لفرض هذا المخطط، حيث يدرك المصريون أن هذا المخطط يهدف إلى إفراغ فلسطين من سكانها وتحويل الصراع إلى أزمة مصرية فلسطينية بدلاً من كونه صراعًا عربيًا إسرائيليًا.

رفض أهل سيناء أنفسهم لفكرة أن تتحول أرضهم إلى حل بديل على حساب الشعب الفلسطيني.

4. ردود الفعل الدولية

الموقف المصري القوي أجبر قوى عالمية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الاعتراف بأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ليس خيارًا مقبولًا، وهو ما دفع واشنطن إلى مراجعة بعض مواقفها.

الشعب المصري مؤهل للحرب ضد إسرائيل

مدى تأهيل الشعب المصري نفسيًا لخوض حرب ضد إسرائيل يعتمد على عدة عوامل، منها الإرادة الوطنية، الوعي العام، والثقة في الجيش، إضافة إلى الظروف السياسية والاقتصادية.

1. الروح الوطنية والذاكرة التاريخية

الشعب المصري يمتلك إرثًا طويلًا من الانتصارات والصمود، خاصة في حروب 1956، 1967، وحرب أكتوبر 1973، مما يجعل الوعي الجمعي لديه مهيأً نفسيًا لفكرة المواجهة إذا اقتضت الضرورة.

الأجيال الأكبر سنًا لا تزال تحتفظ بذاكرة الانتصار في حرب أكتوبر، بينما الجيل الأصغر نشأ على فكرة سيادة مصر وعدم السماح بالمساس بأراضيها.

2. الثقة في الجيش المصري

المصريون يعتبرون جيشهم أحد أقوى الجيوش في المنطقة، وهو ما يرفع الروح المعنوية، خاصة مع استعراض القوة الدائم في التدريبات والمناورات العسكرية.

التصريحات الرسمية، مثل "اللي عملها مرة يقدر يعملها ألف مرة"، تؤكد للمصريين أن الجيش مستعد دائمًا لأي مواجهة.

3. الحرب النفسية والمخاوف الإعلامية

إسرائيل تعتمد على الحرب النفسية لإضعاف الروح المعنوية، عبر بث تقارير عن تفوقها العسكري أو دعمها الدولي، لكن المصريين لديهم إدراك متزايد لهذه الأساليب، مما يقلل من تأثيرها.

الإعلام المصري يعمل على تعزيز الثقة الوطنية من خلال استرجاع نجاحات الجيش المصري، خاصة في مكافحة الإرهاب في سيناء.

4. العوامل الاقتصادية والاجتماعية

التحديات الاقتصادية التي تمر بها مصر قد تجعل بعض فئات الشعب متخوفة من تداعيات الحرب.

ولكن الشعب المصري يتمتع بروح وطنية عالية وثقة قوية في جيشه، مما يؤهله نفسيًا لدعم أي قرار استراتيجي لحماية الأمن القومي، بما في ذلك الحرب إذا فرضت. ومع ذلك، فإن الوعي العام يدرك أيضًا أن القوة ليست فقط في الحرب، بل في الاستعداد لها مع الحفاظ على الاستقرار الداخلي.