خبير اقتصادي يوضح الفوائد الاقتصادية التي ستعود علي مصر بعد انضامها لدول البريكس
ما هي الفوائد الاقتصادية التي ستعود علي مصر بعد انضامها لدول البريكس
كتبت /سعاد حسن
أعلنت قمة مجموعة تكتل بريكس، دعوة 6 دول للانضمام إلى عضوية التجمع، منها مصر بدءًا من يناير المقبل، ليصبح عدد دول أعضاء بريكس 11 دولة، منها 5 دول مؤسسة هم روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين، إضافة الـ 6 دول وهم مصر والسعودية والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا، فما هي المزايا التي تمنحها عضوية البريكس لمصر سياسيًا واقتصاديًا، فضلًا عن ما الذي تستطيع مصر تقديمه لهذا التكتل؟
يقول رامي زهدي، خبير الشئون الأفريقية، إن انضمام مصر لتكتل بحجم بريكس، يمثل أهمية كبيرة واستراتيجية وفائدة عظيمة ليس فقط لمصر بل لدول البريكس نفسها، وأيضًا لدول عربية وأفريقية لم تنضم لتجمع بريكس، وربما لن تنضم إلى التكتل في المستقبل، إذ أن وجود مصر في تجمع بريكس، سيسمح لها بميزات متعددة.
وأوضح «زهدي» أن سياسيًا وجود مصر في تجمع بريكس يدعم القرار السياسي المصري، ويدعم مشاركة مصر في صناعة القرار العالمي، إضافة إلى أنه يدعم إدارة مصر لملفاتها السياسة مع العالم ودول الجوار وفي الموضوعات كافة، وتحظى مصر بوجودها في هذا التجمع بدعم كبير من الدول المؤثرة في العالم منها الصين وروسيا ثم الهند.
وأشار إلى أن وجود مصر في هذا التجمع يفيدها اقتصاديًا، إذ يدعم فكرة حصول مصر على فرص تمويلية عادلة تمثل غطاء هام لعملياتها التنموية المتوقع زيادتها في السنوات القادمة، كما يسمح لمصر الحصول على استثمارات مباشرة من دول التجمع بأرقام أكبر مما تحظى به الآن، فضلًا عن أنه يعطي مصر مميزات تفضيلية في سلع وبضائع وخامات وسيطة ونهائية الصنع بأن تدخل إلى هذه الأسواق، ويسمح لمصر أن تحصل على أولوية متقدمة في الحصول على احتياجاتها خاصة من الغذاء والمواد الاستراتيجية من هذه الدول.
وأضاف أن دراسة وجود عملة موحدة بديلة أو موازية للدولار تستخدم في عملية التجارة بين دول البريكس والدول الأخرى سيؤثر جدًا اقتصاديًا، إذ ربما تستخدم إحدى عملات أعضاء البريكس، وربما تستخدم إحدى العملات المحلية بشكل إقليمي مثل اليوان الصيني أو الروبل الروسي، وربما تستحدث عملة جديدة من الأساس للاستخدام، كل ذلك يدعم التجارة البينية بين مصر ودول العالم، ويعطي فرصة لمصر بأن تتعامل بشكل أكثر مرونة مع مشكلات توافر النقد الأجنبي وخاصة الدولار واليورو التي تواجهها مصر مثلها مثل دول عديدة في العالم في هذا التوقيت.
وتابع: أن وجود مصر في البريكس يتيح لها دور إقليمي وأفريقي أكبر، إذ يتيح لمصر إمكانيات أكبر تساهم في مساعدة مزيد من الدول الأفريقية الأقل نموًا، كما يساهم في دعم قرارات مصر السياسية في القارة وفي العالم، ويساعدها في حل المشكلات المؤثرة مستقبلًا ومنها مشكلات الغذاء والطاقة والحفاظ على الأمن المائي.
وعن ما الذي تستطيع مصر تقديمه لدول البريكس، يقول «زهدي» إن مصر ستقدم مزايا متعددة لدول التجمع، حيث يزداد التكتل قوة ورسوخًا بانضمام دولة بحجم مصر، فمصر دولة مؤثرة في محيطها الإقليمي والعربي والقاري والدولي، ومصر دولة لها علاقة بصناعة القرار العالمي بشكل أو بأخر، وهناك قضايا عديدة في المنطقة لا يمكن المرور بها لأطر الحل بدون استحضار الرؤية المصرية ومشاركتها في صنع القرار.
وتابع: أن وجود أكثر من دولة إفريقية إلى جانب مصر في التكتل مثل جنوب أفريقيا وإثيوبيا يعطي دعم لدول البريكس في قضاياهم الدولية في التصويت في المؤسسات الدولية، ويتيح سوق أفريقية أقوى وأكثر اتساعًا لمنتجات هذه الدول، لكل أنواع الصناعات وخاصة الدفاعية.
وأضاف أن وجود أكثر من دول أفريقية وعربية يعني وجود أسواق أكثر حجمًا للاستثمارات المباشرة لهذه الدول، كل هذه الدعم يصب في إطار تحالف اقتصادي وجيوسياسي بحجم البريكس الذي كان قويًا وسيصبح أقوى في إطار فكرة استهداف تعددي، أي بتعدد الأقطاب العالمية سواء الاقتصادي أو السياسي وهو ما يسعى إليه دول التجمع، وبمشاركة مصر بإحداث قدر كبير من التوزان في إدارة شئون العالم والقرارات العالمية وما لها من تأثير اقتصادي أو جيوسياسي أو عسكري.
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، كشف في تصريحات صحفية الخميس، المعايير التي تم بناء عليها اختيار الدول الجديدة المنضمة لعضوية بريكس، التي شملت مصر والسعودية الإمارات، وأن المعايير التي وضعت في الاعتبار عند مناقشة توسع مجموعة بريكس، تشملت وزن وهيبة الدولة ومواقفها السياسية بالساحة الدولية.
و خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس 24 أغسطس 2023 في ختام قمة بريكس، التي عقدت في جنوب إفريقيا، قال سيرجى لافروف إن النقاشات حول توسيع مجموعة بريكس، كانت مكثفة، لم تخل من مشاكل لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد.
وأشار سيرجى لافروف إلى أن المعايير والإجراءات بالنسبة للمنضمين الجدد لتكتل بريكس أخذت بعين الاعتبار، لكن الاعتبارات الأهم لقبول عضوية دولة من الدول المرشحة كانت هيبتها ووزنها السياسي.
وقال سيرجى لافروف إنه: «بطبيعة الحال موقف هذه الدول على الساحة الدولية، فالجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة».
وصدر بيان عقب إعلان تجمع بريكس دعوة مصر لانضمام إلى عضويتها من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث ثمن «السيسي» إعلان تجمع «بريكس» عن دعوة مصر للانضمام لعضويته.
وقال السيسي في نص البيان الصادر أمس الخميس: أثمن إعلان تجمع «بريكس» عن دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارًا من يناير 2024، ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها جميعًا علاقات وثيقة.
وأضاف: نتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذا مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا.
وتابع: والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية.