بإجماع النقابات والمنظمات العربية  انتخاب " الزناتي" رئيساً لاتحاد المعلمين العرب

بإجماع النقابات والمنظمات العربية      انتخاب " الزناتي" رئيساً لاتحاد المعلمين العرب

كتب/أحمد رمضان 

أسفرت نتائج انتخابات اتحاد المعلمين العرب عن فوز خلف الزناتي نقيب المعلمين المصريين بمنصب رئيس اتحاد المعلمين العرب بالإجماع للدورة الثالثة على التوالي. جاء ذلك في الانتخابات التي أجريت خلال جلسات المؤتمر العام لاتحاد المعلمين العرب في دورته الحادية والعشرين والذي تستضيفه دولة المغرب. 

وكان " الزناتي" قد تولى رئاسة اتحاد المعلمين العرب أول مرة عام ٢٠١٥ ، ثم أعيد انتخابه رئيساً للاتحاد في الدورة السابقة عام ٢٠١٩، وأجمعت نقابات ومنظمات المعلمين في الدول العربية أعضاء الاتحاد على انتخاب " الزناتي" رئيساً للاتحاد للدورة الثالثة على التوالي، وتستمر مدة رئاسة الاتحاد ٤ سنوات.

ومنذ تولى خلف الزناتي نقيب المعلمين المصريين رئاسة اتحاد المعلمين العرب بدءاً من عام 2015، وبعد تجديد انتخاباه في المؤتمر العام لاتحاد المعلمين العرب الذي عُقد في يناير 2020 وحتى اللحظة، وهو لم يتوان أو يتأخر في الدفاع عن قضايا المعلمين العرب؛ بل وتقديم دعم الاتحاد للدول التي العربية التي واجهت مشكلات . 

ولعل أبرز القضايا التي تبناها الاتحاد منذ عام 2015 كانت المساهمة في إعادة التعليم إلى المناطق التي تم تحريرها من أيدي التنظيم الإرهابي " داعش" في سوريا والعراق؛ والمطالبة بتنقيح المناهج من الأفكار المتطرفة وأفكار العنف والإرهاب. وكان لانعقاد اجتماع المجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب في بغداد خلال الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر بحضور الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي آنذاك، كان لذلك الاجتماع أثره في بث رسائل تضامنية من اتحاد المعلمين العرب وأن الاتحاد لا ترهبه أيادي التطرف والإرهاب في سبيل تقديم الدعم اللازم للمعلمين والطلاب في كافة البلدان العربية. 

وكان الاتحاد من أبرز المؤسسات العربية تدعيماً لقضايا السودانيين ومن قبلهم الإخوة السوريين واللبنانيين ومختلف البلدان العربية، وكان اجتماع الهيئة التشاورية لاتحاد المعلمين العرب المنعقد في مطلع مارس من عام 2023 في القاهرة أكبر دليل على تقديم كافة سبل الدعم الممكنة لفلسطين في الحرب التي يشنها الكيان المحتل ضد قطاع غزة.

ويعكس هذا التنصيب الثقة العربية في الدور المحوري لمصر والتقدير للجهود التي بذلتها في الإقليم، وكذلك يعتبر تأكيدًا على الدور الهام الذي تلعبه مصر في المنطقة العربية والتزامها بمبادئها والتطلعات التي تعبر عنها ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

ومن أبرز جهود خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، منذ توليه رئاسة الاتحاد، العمل على وحدة الحركة النقابية عربيًا وتوثيق الروابط بين المنظمات وتطوير المناهج وتنقيتها من الأفكار الهدامة التي تحض على العنف والإرهاب في كافة أقطار الوطن العربي، تمكين المعلم العربي من المشاركة في إعداد المناهج وتعبئة المعلمين على مستوى الوطن العربي قوميًا ومحليًا.

إلى جانب المساهمة في إعادة التعليم إلى المناطق المحررة من أيدى التنظيم الإرهابي داعش، والذي سعى لبث أفكاره المتطرفة في تعليم المناطق التي كانت تحت سيطرته فى العراق وسوريا، حيث قام الزناتي وقيادات الاتحاد - بعد تحريرها - بزيارات لوزارات التعليم في تلك الدول ، لتفعيل دور المدارس وتعليم الطلاب بطريقة سليمة لصد الفكر الإرهابي.

فضلاً عن النهوض بالمعهد العربي للدراسات التابع لاتحاد المعلمين العرب، وتنشيطه بعد أن كان مغلقاً ومهملاً لمدة خمس سنوات سابقة، قبل تولي سيادته رئاسة الاتحاد.

علاوة على توقيع بروتوكول تعاون بين نقابة المعلمين المصرية ونقابة المعلمين السودانيين في عام 2015، ضم العديد من المحاور التي شملت الجانب الاجتماعي والثقافي والعلاجي والسياحي وغيرها، وأيضاً توقيع وثيقة أخاء مع نقابة المعلمين بليبيا ، في عدة مجالات ( المجال النقابي – المجال العلاجي والطبي – المجال الثقافي – المجال الاجتماعي – المجال الاقتصادي ).

وكذلك العمل على إعادة النظر في النظم التعليمية مفهوماً ومحتوى وأسلوباً، والاهتمام بالتنمية المهنية للمعلم، وأيضاً تقديم الاتحاد الدعم الكامل لوزارة التربية السورية في تأهيل وإعداد المعلمين العاملين في المدارس التابعة للمناطق التي كانت تقع تحت النفوذ والسيطرة الداعشية.

إلى جانب تعديل النظام الداخلي لاتحاد المعلمين العرب، من خلال لجنة تم تشكيلها في هذا الشأن، وقد عقدت اجتماعتها بمقر النقابة العامة للمهن التعليمية بالقاهرة، حيث تعلقت أبرز التعديلات باختصاصات ومهام كلا من رئيس اتحاد المعلمين العرب، والأمين العام للاتحاد، ونائبه، والأمانة العامة، بالإضافة إلى تعديل اختصاصات المؤتمر العام والمجلس المركزي والهيئة التشاورية وطريقة انتخاب كلا من رئيس اتحاد المعلمين العرب والأمين العام للاتحاد.

بالإضافة إلى قضية تعليم أبناء اللاجئين والحفاظ على هويتهم الثقافية، حيث استعرض خلف الزناتى نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، خلال مؤتمر اتحاد المعلمين العرب الذي استضافته نقابة المهن التعليمية المصرية فى الفترة من ۱۲ إلى ١٤ أكتوبر ۲۰۱۹، بمشاركة وفود ۱۲ دولة عربية يمثلهم نقيب المعلمين في كل دولة وهيئة مكتبه، التجربة المصرية الفريدة في التعامل مع اللاجئين، وكيف استطاعت مصر أن تتعامل مع اللاجئين وتستوعبهم داخل النسيج المصرى باعتبارهم أخوة وليسوا غرباء، وهى التجربة التي لاقت إعجاب الجميع؛ لأن مصر لم تتعامل معهم معاملة اللاجئين وتحصرهم فى معسكرات أو مخيمات ؛ ولكن تم التعامل معهم بمنطق الأشقاء وحتى الطلاب من أبناء اللاجئين تعاملوا في المدارس المصرية معاملة الطلاب المصريين.

فضلاً عن الدعوة لمعادلة الشهادات العامة، للقضاء على المشكلات التي تواجه الطلاب العرب من استكمال دراساتهم في دولة أخرى غير التي حصلوا فيها على الشهادات العامة مثل شهادة الثانوية العامة، وما يترتب على ذلك من أزمات، داعياً وزراء التعليم العرب إلى دراسة الموقف لتحقيق الهدف المنشود بما يحقق صالح الطالب العربي. 

علاوة على تجفيف منابع الأمية، حيث طالب بضرورة العمل سوياً كحكومات ونقابات ومنظمات مدنية عربية للقضاء على الأمية ، التي تعد تربة خصبة للأفكار المتطرفة والمتشددة، وضرورة وضع حلول جذرية للقضاء عليها وفق جدول زمني معلن. 

وكذلك الدعوة لتوحيد مناهج العلوم والرياضيات بالبلاد العربية، وضرورة إقرار وجود مادة التربية القومية في الدول الاعضاء التي لم تقرها في المناهج العربية بما يخدم قضايانا القومية، وتوعية الأجيال بها، وسبل الحلول لها، بحيث تكون متطورة وبعيدة عن التطرف والتكفير والإرهاب وإلغاء رأي الآخر، لتكون ناشئة متمسكة بقيمها وتاريخها وهويتها ولغتها العربية، والتأكيد على ضرورة أولوية التعليم الحكومي وتأمين مجانيته وإلزاميته حتى الجامعة، وأيضاً ضرورة مواجهة أي تدخل أجنبي في إعداد المناهج التربوية في الوطن العربي.

بالإضافة إلى ضرورة سن قانون لحماية المعلمين، ومنحهم حقوقهم المشروعة من رواتب عادلة وسكن وضمان صحي وعيش كريم، إضافه إلى تأهيل مناسب وتدريب مستمر من أجل مستقبل تربوي زاهر، كي نصل إلى مجتمع عربي مبدع ومؤثر ومتحضر.

كما أن الاهتمام بتطوير المعهد العربي للدراسات جاء ضمن خطة طموحة لتطوير عمل اتحاد المعلمين العرب، ومن ملامح الاهتمام بالمعهد العربي للدراسات تعيين الأستاذ الدكتور علي شمس الدين مديراً للمعهد، وتكليف المعهد بوضع خطة عمل لكيفية معاونة الطلاب والمعلمين الفلسطينين في أعقاب الحرب على غزة.

ويضع " الزناتي" تطوير المعهد العربي للدراسات ضمن أولويات عمل الاتحاد، وذلك لتلبية طموحات المعلمين العرب في النقابات أعضاء الاتحاد.