المشاركة في بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية
بقلم نور يانغ
"إن الصين على استعداد تام للعمل مع الدول الأخرى لممارسة التعاون الودي وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات والمشاركة في بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، من أجل خلق مستقبل أفضل للعالم بشكل مشترك." نقل الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه بمناسبة السنة الجديدة 2025، رغبة الصين الصادقة في تعزيز التعاون الودي مع الدول الأخرى إلى العالم، وأعرب عن موقفها الثابت كمشارك في بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية. ولا يوضح هذا الإعلان مسؤولية الصين كدولة كبرى فحسب، بل يشير أيضًا إلى الطريق الذي ينبغي للمجتمع الدولي أن يعمل من خلاله في العام الجديد لخلق مستقبل أفضل.
وفي الوقت الحاضر، تطور بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية من اقتراح مفاهيمي إلى نظام علمي، ومن مبادرة صينية إلى إجماع دولي، ومن رؤية خلَّابة إلى نتائج عملية، والذي يوفر ضمانًا قويًا للحفاظ على السلام العالمي، يضخ قوة دافعة لتعزيز التنمية العالمية، ويجمع جهودًا مقدرة لمواجهة التحديات العالمية. وفي العام الماضي، حقق بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية إنجازات جديدة جذبت انتباه العالم، وانضمت المزيد والمزيد من الدول إلى صفوف بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، والذي قد أصبح مشروعًا كبيرًا تشارك فيه جميع الأطراف.
وفي مايو من عام 2024، أعلن رئيسا الصين وصربيا عن إنشاء مجتمع مستقبل مشترك بين الصين وصربيا في العصر الجديد، وأصبحت صربيا أول دولة أوروبية تبني مجتمع مستقبل مشترك مع الصين بشكل مشترك في يوليو الماضي في قمة أستانا لمنظمة شنغهاي للتعاون، وأكدت الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون مجددًا جهودها لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مستقبل مشترك للبشرية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين. وفي سبتمبر، تمت ترقية الوضع العام للعلاقات الصينية الإفريقية في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، إلى مجتمع مستقبل مشترك بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد، في نوفمبر، رفع رئيسا الصين والبرازيل مستوى العلاقات الصينية البرازيلية إلى مجتمع مستقبل مشترك بين الصين والبرازيل للعمل معًا لبناء عالم أكثر عدلاً وكوكبًا أكثر استدامة، ويعد هذا توسع جديد في مجالات العلاقات الثنائية لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق بناء مجتمعات مستقبل مشتركة للإقليمية بين الصين وآسيا الوسطى والصين والآسيان والصين والدول العربية والصين والدول الأفريقية والصين ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الواحدة تلو الأخرى، مما يؤدي إلى توسع مستمر لخلق عالم جديد منسجم حضاريًا ومتعايش. ويمكن القول إنه الانتقال من العلاقات الثنائية إلى المتعددة الأطراف، ومن الإقليمية إلى العالمية، ومن الصحة إلى الشبكات والمحيطات، وقد قدمت الصين المفهوم الجميل لمجتمع مستقبل مشترك للعالم البشري بأسره.
إن بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية يجسد السعي الدؤوب لبناء عالم عادل، ومنذ اقتراح مفهومه، أصبح تدريجيًا محل إجماع واسع النطاق في المجتمع الدولي، وتم إدراجه في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والوثائق المتعددة الأطراف عدة مرات، إن هذه القفزة التاريخية نحو المصير المشترك فتحت آفاقًا مشرقة من السلام والأمن والازدهار والتقدم للعالم، بالإضافة إلى التعايش السلمي وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول .
وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال هناك طريق طويل علينا جميعًا اجتيازه لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية. وفي مواجهة الوضع الدولي المعقد والمتغير باستمرار والتحديات العالمية الناشئة، يتحتم على جميع البلدان الاستجابة والاتحاد بشكل أعمق. ستواصل الصين التمسك بمفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور المكثف والمساهمة الفعالة والمنافع المشتركة، وتقدم السلام والتنمية الإقليميين وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية وحوكمة عالمية أكثر تنسيقًا والمساهمة بمزيد من الحكمة والقوة الصينيتين في بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.