أول تعليق رسمي من الأزهر على تصريحات إيناس الدغيدي عن المساكنة

كتبت/سعاد حسن
قبل تصريح المخرجة إيناس الدغيدي عن تجربتها لمساكنة قبل الزواج، أكد مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني، رفض الشرع لـ"الدعوات البائسة إلى ما يسمى بالمساكنة"، وقال إنها "تَنَكُّرٌ للدين والفطرة وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكياتمشبوهة محرمة"
كانت المخرجة إيناس الدغيدي كشفت خلال استضافتها ببرنامج" القرار"، عبر قناة" الغد قبل يومين عن "مفاجأة" بشأن تجربتها المساكنة قبل الزواج، والتي تعني تواجد الرجل والمرأة في مكان واحد بدون عقد زواج رسمي
وأكد الأزهر للفتوي في فتوى سابقة له نشرت على فيسبوك، أن الإسلام قد أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع،ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له
وقال المركز، أن الإسلام يُحرِّم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها "الزنا"، ومن صِورِها ما سمي بـ"المساكنة".. التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلاموفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية
وأوضح: العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية
بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف
يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير
واستكمل: الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالىبالفاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا الإسراء: 32]. ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: "لا تزن
وحذر من أن: عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
واعتبر الأزهر أن طرح هذه الدعوات صريحة يهدف لتوجّيه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة فينفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه
وأهاب بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبثباستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.