دكتور محمد زهران يكتب: عودة الواد صاحب الكورة
كتب محمد زهران
عودة الواد صاحب الكورة :
كنا زمان بنلعب الكورة ( الكُلة ) وهي عبارة عن مجموعة من قطع الاسفنج الصغيرة يتم وضعها في كيس بلاستيك ولفها بخيط متين لتصبح على شكل كورة ؛ ثم يتم وضعها في الكُله ( المادة اللاصقة التي يستخدمها الجزمجي ) ، لكن بعيد عنكم لو الكورة شاطها واحد غشيم وجت في وش واحد أو أسفل الحزام ممكن يعتزل بعدها اللعب نهائيا !!! ، بالإضافة إلى أن حجم الكورة الجلة بيكون صغير ومعظم اللعيبة كانت بتلعب حافية وممكن وانت بتشوط الكورة تشوط الأرض يتكسر فيها صباع أو اتنين من رجليك ، أو قطع يحتاج غرز ، ومن المعتاد إنك تشوف اللعيبة بعد الماتش مربطين رجليهم وصوابعهم بقماش قديم مليان دم ، وربما يصاب أحد اللاعبين أثناء المبارة ، فتجده يجري خلف المرمى يبحث عن قطعة قماش قديمة وينفضها من التراب ويربط رجله أو صباعه ويرجع يستكمل الماتش ، وقطعة القماش لو شريط رُفيَّع بيسموه ( زيء) ولو قطعة قماش. كبيرة شوية بيسموها ( خَلَأَة ) ، وهي ما يسمونها ( خِرْأة ) .
لكن ظهرت في هذا التوقيت كورة من البلاستيك الطري والتي مازالت موجودة حتى الآن التي يلعب بها الأطفال ، لكن لم نكن نستمتع بها ، لأنها خفيفة وأي شوطة كانت تغير اتجاهها ، لكن كنا نضطر للعب بها لحين صنع كورة جلة بدل البايظة أو بدل الكورة اللي دخلت بيت حد قريب من الملعب وقطعها ، أو الواد اللي بنعين عنده الكورة وأبوه قطعها أو خبَّاها علشان الواد مابيروحش الغيط أو ما بيذاكرش .
ثم فجأة نجد كورة كَفَر من اللي بيلعبوا بها في مباريات الدوري والكاس اللي بنشوفها في التلفزيون ، اشتراها عيَّل مالوش في الكورة ولا عُمره لمس كورة ، لكن شِبط في الكورة وأبوه مستريح شوية اشتراها له وفي الغالب الواد صاحب الكورة بيبقى مش من أهل البلد ، وأبوه جه البلد اشترى حتة أرض وبناها بيت ، لأن أهل البلد بيلعبوا كورة بالفطرة ، الواد ده ييجي لابس طقم كورة ( شورت وفانلة وكوتشي ) في التوقيت اللي معظم اللعيبة رابطة الجلابيه على وسطها واللباس البافته باين عليه الشقى والتعب ، لكن كان فيه بعض اللعيبة بيلبسوا الكوتشي الأبيض القماش بتاع باتا ، وربما تجد اتنين تلاته لبسين فانلات وشراتي ( جمع شورتي ) .
المهم الواد صاحب الكورة اللي مالوش في الكورة بيتحكِم في اللعيبة مين يلعب ومين مايلعبش ؟!! ، وبيختار هو الفرقة اللي هتلعب معاه وياخد اللعيبة الحريفة كلها في فرقته علشان يفوز ، ويختار الملعب يبقى جنب بيته ، حتى لو الحته اللي جنب بيته ضيقة مش هينفع ، أهم حاجة اللعيبة تراضيه علشان نلعب بالكورة الكفر بتاعته ، ولو فرقته انهزمت يوقف الكورة أثناء المباراة ويسحب الكورة ويهدد بالانسحاب فالبعض كان يهاوده على أد دماغه ويلغوا الهدف الأخراني علشان مايزعلش ؟!! .
طبعا لايعرف مثل هذه الأمور إلا أجيال الستينات والسبعينات والثمانينات .
لكن للأسف بعد هذه السنين الطويلة ، تعود مصر للوراء وتسمح للواد صاحب الكورة بالتحكم في اللعيبة ، ويحدد مين اللي هيلعب وإمته هيلعب ، ويحدد مكان اللعب ، ويختار هو الحَكَم بنفسه ؟!!! .