أصر على فتح اللجان رغم إصابته فمات.. وفاة رئيس لجنة بالثانوية بعد حادث سير

أصر على فتح اللجان رغم إصابته فمات.. وفاة رئيس لجنة بالثانوية بعد حادث سير

كتبت/صافي رضوان 

أ

ضحى بحياته نظير مستقبل الطلاب وحرصًا على استكمال رسالته المهنية، هكذا هو حال محمد صلاح الشتري، مدرس التاريخ والجغرافيا بقرية قرية الشبانات مركز الزقازيق، والذي توفى أمس السبت، بعدما تعرض لحادث تسبب في جرحه إلا أنه كان حريصا على مصلحة الطلاب، فرفض العلاج، وذهب لفتح باب اللجنة أمام الطلاب ففاضت روحه وكتب القدر كلمته، ليرحل عن عالمنا في مشهد يرسخ لرسالة المعلم السامية.

الساعات الأولى من صباح أمس، وبينما كان “صلاح” في طريقه إلى الامتحان، خرج من قريته الشبانات مركز الزقازيق، متوجهًا نحو مركز مشتول السوق، تعرض لحادث تسبب في جرح قطعي برأسه تجاوز طوله 10 سم، وعلى الرغم من كونه غارقًا في دمه إلا أنه أثر على نفسه وقرر استكمال الطريق “كان همه كله إنه يروح يفتح اللجنة للطلاب”، وفقًا لشهود عيان بالواقعة.

وبالفعل لم يلتفت المدرس للجرح، واكتفى بتمضيد الجرح في الصيدلية، رغم أنه يعاني من العديد من الأمراض المزمنة الخطيرة، مثل “الكبد والسكر والضغط”، فضلًا عن معاناته مع السيولة في الدم، وقرر استكمال مسيرته لفتح اللجنة أمام الطالبات “لجنة الثانوية الأزهرية بنات بمشتول السوق”، ورغم محاولات المتواجدين بإقناعه بالعلاج، رفض مجيء الإسعاف، إلا بعد فتح اللجنة، كما يكمل شهود العيان.

القدر حال دون هدف المدرس، وقبل وصوله اللجنة، وقع مغشيٌ عليه، لينتقل على الفور إلى مستشفى الأحرار في الزقازيق لتلقي العلاج، إلا أنه راح فداءً للأمانة ومات قبل تلقي العلاج، ودفن في مسقط رأسه بالشرقية، وسط حالة من الحزن الشديد من أهالي القرية الذين شهدوا له السيرة الحسنة، وأن مشهد وفاته هو خير دليل على أمانته التي اشتهر بها خلال حياته، وحرصه على مصلحة الطلاب دائمًا.